في زمنٍ تكثر فيه الضوضاء الإعلامية، وتتعرض فيه سمعة المسؤولين النزيهين للتشويه بفعل حسابات ضيقة، يبرز السيد ياسين جاري، عامل صاحب الجلالة على عمالة المضيق الفنيدق، كرمز للجدية والالتزام بخدمة الصالح العام. يعمل الرجل في صمت، بعيدًا عن الأضواء، مكرسًا جهوده لتحسين الخدمات ومحاربة الفساد بصرامةٍ لا تُجارى. لكن هذه النزاهة نفسها جعلت منه هدفًا لمحاولات عبثية تستهدف إقحام اسمه في صراعات سياسية وهمية، تهدف إلى تلميع أصحابها على حساب المصلحة العامة.
السيد العامل، منذ توليه مهامه، أرسى سابقةً نادرة في التعامل مع قضايا الفساد: لا محاباة لأحد، ولا تساهل مع المختلسين أو المتلاعبين، بغض النظر عن مناصبهم أو نفوذهم. هذا النهج القويم أكسبه احترامًا واسعًا بين المواطنين، لكنه في الوقت نفسه أثار حفيظة بعض الأطراف التي تعتمد على "صناعة الأزمات" لخلق مساحات تأثيرٍ سياسي أو إعلامي.
من هنا، تحاول شخصية إعلامية، معروفة بانتهازيتها وارتباطها بأجندات حزبية ضيقة، جرَّ اسم السيد ياسين جاري إلى معارك مفتعلة عبر مقالاتٍ وتحقيقاتٍ تفتقر إلى أدنى درجات المصداقية. الهدف؟ إيجاد "بطل وهمي" لصراعات لا وجود لها، أو ربما تحويل انتباه الرأي العام عن إنجازات حقيقية يُحققها السيد العامل في المنطقة.
فسمعة الرجل الذي يُجسد ثقة الملكية ليست ملكًا له وحده، بل هي جزء من هيبة الدولة ومصداقية مؤسساتها.
لذا، فإن مطالبة السيد ياسين جاري بالتعامل بيد من حديد مع كل من يُقحم اسمه في هذه الأجندات ليست خيارًا، بل واجبًا وطنيًّا. وهذا يتطلب:
مقاضاة قانونية صارمة ضد كل من يتورط في نشر أخبار كاذبة أو تشويه السمعة دون دليل، وفق ما يسمح به القانون.
إننا، كمواطنين، مطالبون بدورنا بحماية رموز النزاهة من الابتذال السياسي. فالسيد ياسين جاري لم يكن يومًا جزءًا من صراعات الأضواء، بل هو رجل المهام الصعبة، الذي حوَّل المضيق الفنيدق إلى نموذج للعمل المؤسساتي المتزن. مطالبتنا له بالحزم ليست تشكيكًا في قدرته، بل تأكيدٌ على أن سكوته عن هذه الاعتداءات قد يُفسر ضعفًا، وهو ما لا يتناسب مع تاريخه المشرق.
فاليدُ الحديدية التي يحملها السيد العامل ضد الفساد، يجب أن تُوجه بقوةٍ مماثلة ضد سماسرة الإشاعات، ليكون درسًا لكل من تسوِّل له نفسه استخدام النزاهة سلعةً رخيصة في أسواق السياسة الفاسدة.
ليست القوة في الصراخ، بل في الصمود أمام العواصف الهوجاء. والسيد ياسين جاري، بمسيرته، أثبت أنه من القلائل الذين يستحقون أن نرفع القبّعات احترامًا لهم، لا أن نرميهم بحجارة التشويه.